إحصائيات
تعتبر مدينة تازة ومحيطها من المدن المغربية الموغلة في القدم، حيث تحتفظ بأولى مظاهر الاستقرار البشري منذ العصر الحجري القديم متمثلة في مغاور كيفان بلغماري، كما أن مجمل هجرات إنسان ما قبل التاريخ في المنطقة كانت تمر عبر هذا الممر، وهي بذلك موجودة قبل الفتح الإسلامي بمآت السنين. ولعل تسميتها بتازة تعود لكونها كانت في الأصل "تيزي" (بكسر التاء وتشديد الزاي) ومعناها البربري الثنية أي العقبة.
وباعتبارها نقطة الوصل بين شرق المغرب وغربه، والممر الواصل بين مقدمة الريف الشمالي والأطلس المتوسط الشرقي الجنوبي، فإن موقعها الاستراتيجي المهم أهلها لتضطلع بأدوار تاريخية، عسكرية في المقام الأول، على امتداد تاريخ الدولة المغربية، حيث نالت حظها من حكم لآخر ومن دولة لأخرى، منذ الدولة الإدريسية.
دخلها المرابطون سنة 452ه/1074م وأقاموا بها قلعة.
خلال عهد الموحدين: اتخذها السلطان عبدالمومنالموحدي سنة 1132 عاصمةمؤقتةللمغرب، وشيد سورها وبنى المسجد الجامع الأعظم بها سنة 542ه/1147م، وسميت برباط تازا.
خلال العهد الموحدين: بالنظرلموقعهاالاستراتيجيشكلتأهمرباطللجنودفي المنطقةالشرقيةحيثكانتتحتلالمرتبة الثانيةبعدتنمل.
خلال عهد المرينيين: وازدهرتالمدينةعمرانياوكانتالإقامةالمفضلةللمرينيين.
خلال حقبةالسعديينتعززتأهميتهاالعسكرية.
خلال العهد العلوي: اتخذهامولايرشيدعاصمةمؤقتة حين وحد المغرب الشرقي لتصبح أول عاصمة للعلويين، واتخذها السلطان مولاي الرشيد، سنة 1075 للهجرة 1665م، قاعدة لمحاصرة فاس والسيطرة عليها.
واستمر هذا الاهتمام بمدينة تازة خلال مرحلة الحماية الفرنسية، حيث اعتبرها المقيم العام الفرنسي، الجنرال ليوطي، أرض الميعاد وركيزة استقرار الوجود الفرنسي بالمغرب، إذ بدون السيطرة على ممرها لن يتأتى ربط شمال المغرب بغربه، ليدخلها الفرنسيون في 10 ماي 1914. وشهدت هذه المرحلة بناء المدينة الجديدة "تازة السفلى" بمواصفات عصرية ابتداء من سنة 1920.
لتعرف المدينة منذ أواسط القرن 20 تطورا سكانيا متسارعا وتنتقل من مدينة صغيرة إلى حاضرة، ويرتفع عدد سكانها من 54.000 سنة 1960، إلى 140.000 سنة 2004، ثم 148.000 سنة 2014.