تقديم الجماعة
1-التعريف بمدينة تازة
أولا: الموقع الجغرافي والإداري
يقع إقليم تازة شمال المغرب بين جبال الريف والأطلس المتوسط، ويحده شمالا إقليمي الدريوش والحسيمة، وجنوبا إقليم صفرو، وشرقا إقليم جرسيف وغربا إقليم تاونات.ويضم الإقليم خمس دوائر هي دائرة تازة، دائرة أكنول، دائرة وادي أمليل، دائرة تاهلة، دائرة تايناست، وتبلغ مساحته 6097 كلم2، أي بنسبة %15.6 من مساحة جهة فاس- مكناس، منها حوالي 27 كلم2مساحة جماعة تازة.
بعدما كان إقليم تازة ينتمي سابقا إلى جهة الحسيمة- تازة- تاونات، أصبح منذ سنة 2015 يتبع إداريا لجهة فاس- مكناس بعد التقسيم الجهوي الجديد للمملكة، وذلك بموجب المرسوم رقم2.15.40 الصادر بتاريخ 20 فبراير 2015 والذي يحدد عدد الجهات وتسمياتها ومراكزها والعمالات والأقاليم المكونة لها.



التقسيـم الإداري لجماعة تازة
(يمتد المدار الحضري على 3380 هكتار ومدار تصميم التهيئة على 7663 هكتار)
ثانيا- لمحة تاريخية عن المدينة
تعتبر مدينة تازة ومحيطها من المدن المغربية الموغلة في القدم، حيث تحتفظ بأولى مظاهر الاستقرار البشري منذ العصر الحجري القديم متمثلة في مغاور كيفان بلغماري، كما أن مجمل هجرات إنسان ما قبل التاريخ في المنطقة كانت تمر عبر هذا الممر، وهي بذلك موجودة قبل الفتح الإسلامي بمآت السنين. ولعل تسميتها بتازة تعود لكونها كانت في الأصل "تيزي" (بكسر التاء وتشديد الزاي) ومعناها البربري الثنية أي العقبة.
وباعتبارها نقطة الوصل بين شرق المغرب وغربه، والممر الواصل بين مقدمة الريف الشمالي والأطلس المتوسط الشرقي الجنوبي، فإن موقعها الاستراتيجي المهم أهلها لتضطلع بأدوار تاريخية، عسكرية في المقام الأول، على امتداد تاريخ الدولة المغربية، حيث نالت حظها من حكم لآخر ومن دولة لأخرى، منذ الدولة الإدريسية.
-دخلها المرابطون سنة 452ه/1074م وأقاموا بها قلعة.
-خلال عهد الموحدين: اتخذها السلطان عبدالمومن الموحدي سنة 1132 عاصمة مؤقتة للمغرب، وشيد سورها وبنى المسجد الجامع الأعظم بها سنة 542ه/1147م، وسميت برباط تازا.
-خلال العهد الموحدين: بالنظر لموقعها الاستراتيجي شكل تأهمرباط للجنود في المنطقة الشرقية حيث كانت تحتل المرتبة الثانية بعد تنمل.
-خلال عهد المرينيين: وازدهرت المدينة عمرانيا وكانت الإقامة المفضلة للمرينيين.
-خلال حقبة السعديين تعززت أهميتها العسكرية.
-خلال العهد العلوي: اتخذها مولاي رشيد عاصمة مؤقتة حين وحد المغرب الشرقي لتصبح أول عاصمة للعلويين، واتخذها السلطان مولاي الرشيد، سنة 1075 للهجرة 1665م، قاعدة لمحاصرة فاس والسيطرة عليها.
واستمر هذا الاهتمام بمدينة تازة خلال مرحلة الحماية الفرنسية، حيث اعتبرها المقيم العام الفرنسي، الجنرال ليوطي، أرض الميعاد وركيزة استقرار الوجود الفرنسي بالمغرب، إذ بدون السيطرة على ممرها لن يتأتى ربط شمال المغرب بغربه، ليدخلها الفرنسيون في 10 ماي 1914. وشهدت هذه المرحلة بناء المدينة الجديدة "تازة السفلى" بمواصفات عصرية ابتداء من سنة 1920.
لتعرف المدينة منذ أواسط القرن 20 تطورا سكانيا متسارعا وتنتقل من مدينة صغيرة إلى حاضرة، ويرتفع عدد سكانها من 54.000 سنة 1960، إلى 140.000 سنة 2004، ثم 148.000 سنة 2014.
3-تراث لا مادي غني ومتنوع
تعد مدينة تازة من المدن المغربية العتيقة التي تتوفرعلى تاريخ مجيد، ونسيج عمراني متكامل، ومعالم تاريخية فريدة. فهي لبنة أساسية من لبنات التراث الحضاري المغربي الذي أدى دورمهم عبرالتاريخ، وقدأهلها لذلك موقعها الاستراتيجي المتميز،كمعبر إجباري بين شرق المغرب وغربه،
فإلى جانب التراث الإنساني الغني والمتنوع، فالمدينة لها إرث تاريخي وحضاري متميز ترك بصماته من خلال غنى المعالم الأثرية المتواجدة بالمدينة العتيقة على غرار المسجد الأعظم والثريا الكبرى والمنبر والسور المحصن لمدينة تازة وأبوابه السبعة، وبرج البستيون وغيرها من المآثر التاريخية إضافة إلى الزوايا والأضرحة.
وهي تزخر بالمؤهلات الطبيعية حيث الموارد المائية الجوفية والسطحية المهمة كأودية إيناون، مسون وملوية ورأس الماء، والمنتزهات الجبلية والكهوف والمغارات. كل ذلك مع وجود تنوع عرقي ولغوي مقسم بقوة الطبيعة، نجم عن تكامل وتلاقي بين أمازيغ اكزناية الريفيين وأمازيغ بني وراين وكذا القبائل الناطقة باللسان المغربي الدارج (البرانس، غياتة، تسول)، أنتج غنى ثقافي وتراثي فريد من نوعه.
كما عرفت المدينة ومنطقتها نموا اقتصاديا مهما خلال السنوات الأخيرة، حيث تزامن هذا التطور مع تشييد بنيات تحتية كبرى وتجهيزات مهيكلة للمجال مثل إنجاز الطريق السيار، وتجهيز هذا المجال بمرافق اقتصادية وخدماتية مهمة، الأمر الذي تعزز بإنجاز الطريق السريع تازة – الحسيمة.
مدينة تازة، بذللك، وبفضل موقعها الجغرافي كحلقة وصل ومحيطها الجهوي المنفتح، لها كل المؤهلات والفرص لتصبح فضاء تنافسيا مشعا.